مداوة النفس

إذا تحرك في نفسك داعي المعصية فلا تقف مع هذا الداعي ؛ فإنه ربما ألجأك إلى ركوب المعصية ، ولكن بادر إلى توسيع معاني رفضه في نفسك ، لينحسر وتنثني النفس عن الإقبال عليه ؛ فهذا مسلكٌ نافع جدا في مداواة النفس، وشاهده في السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي قال : «ائذن لي في الزنا» قال: ((أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟)) قَالَ: «لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ»، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ)). قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟)) قَالَ: «لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ»، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ)). قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟)) قَالَ: «لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ»، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ)). قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟)) قَالَ: «لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ»، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ)). قَالَ: ((أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟)) قَالَ: «لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ»، قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ)). قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: ((اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ)) قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ . رواه أحمد .