الحلاوة الدائمة

إن الطاعة والعبادة والبعد عن المعاصي والذنوب قد تكون في أول وهلة مرارة ، ولكنها مرارة قليلة تعقبها حلاوة دائمة غير منقطعة ، فإن مرارة الدنيا قصيرة وحلاوة الآخرة دائمة غير منقطعة؛ ولأن يصبر العبد على مرارة في الدنيا منقطعة فينال حلاوة الآخرة غير المنقطعة خير له من أن ينشغل في هذه الحياة بحلاوة زائفة ولذة فانية تعقبها حسرة دائمة ومرارة باقية .
وعلى العبد العاقل أن يتأمل في هذا الأمر جيدا ، ويحتاج في هذا المقام إلى صبر على طاعة الله عز وجل التي لا غنى له يوم القيامة عن ثوابها ، وصبر عن المعصية التي لا صبر له يوم القيامة على عقابها ، وإن من الغُبْن العظيم والخسران الكبير ألا يصبر الإنسان على الطاعة في هذه الحياة وأن يقتحم المعصية ثم يبوء يوم القيامة بحسرات دائمة وندم لا يفيد .