أشرف أحوال تدبر القرآن

ما أعظم وأشرف تلاوة القرآن وتدبره في كل وَقت، لكن شَرف تلاوته وتدبره في الصَّلوات الخمس المكتوبة أعلى وأرفع، ففي الحَديث القدسي: ((ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه))، وهذه الصَّلوات الخَمسُ أعظَمُ الفرائض بعد التوحيد وأجَلُّها، قال شيخُ الإسلام ابنُ تَيميَّة رحمه الله : ((ومَا وَردَ مِن الفَضلِ لقَارئ القُرآن يَتنَاولُ المُصلِّي أعظَمَ ممَّا يتَناولُ غَيرَه))، وإن شئتَ أيضًا قُل: وما ورد من الفَضل لمن يتدَبَّر القرآن يتناول المُصَلِّي أعظم مما يتناول غيره.
فحري بالمسلم أن يجاهد نفسه على تدبر القرآن في صلاته؛ ولا سيما سورة الفاتحة المُتكررة في كل ركعة، وأن يتدبر ما يتلوه أو يسمعه؛ ما يَتلوه في الصَّلاة السرية، أو يَسمعه في الصلاة الجَهرية، فإن مُجَاهدة النَّفس على هذا التدبُّر من أنفع ما يكونُ للعبد، ومن أبلغ ما يكون في تَحقيق الخُشوع في الصلاة، وحُضور القلب فيها، ممَّا يُحقِّق للعَبد كمالَ الثواب وعظيم الأجر في صلاته، وليس للمَرء من صلاته إلا مَا عَقَل منها.